إعلان
إعلان

إفلاطونية التحفيز وواقع التمييز .. صالح بن فرحان الحريري

Photo of author املاك العقارية

أبريل - 9 - 2016

وقت القرائه: < 1 دقيقة

لا تتعجبوا من ذلك الكهل فأنا متأكد أنه تجاوز الثمانين عاماً وكان هذا واضحاً من إنحناء ظهره وبياض شيبه وترهل جلده، ولكن أجزم بأن قلبه مُشرق ونظرته للمستقبل ربما تكون أفضل من شاب أتم الثلاثين عاماً في بلادٍ أخر قريب من هنا!!

ذلك الرجل العجوز يحمل على ظهره شيئاً من الأغطية والملابس التي ربما سوف تستر عورته وقد نصب خيمته بجانب بيته القديم والحنان إليه يغدوا وهو ينظف ويزيح القمامة من الشارع، وغيره كثير منهم النساء والرجال الصغار والكبار، عندما رأوا أن هذه  بلادهم فكفنوا أجسادهم بترابها وتلاصقت همومهم كأشجار الربيع فكان مصيرهم واحد وهدفهم واحد وهذا فهم اليابان لمعنى الترابط وقوة العزيمة فحولوا سياسة الفكر الإيجابي الى عمل جماعي وبناء أقوى فرق العمل الاستراتيجية.

ذلك الرجل بعث في نفسي الاطمئنان بأن المستقبل أمامي ولست ادري هل الموت يسبقني إليه أم لا؟.. وليس ذلك إلا بيد الله، ولكن دبَت في دمي العزيمة وأطالت الهمة بعنقي حتى إني إستشرفت مستقبلا زاهرا بانتظار من يصل إليه، فعندها أدركت بأن القوة الحقيقية للإنسان هي متعته بإنجازاته ونظرته الإيجابية لمستقبله المشرق وان يدع مايثنيه عن ذلك.

امرأة مسلمة تختم القرآن وعمرها ثمانون عاماً وأخرى أمريكية تحصل على شهادة الدكتوراه وقد تجاوزت التسعون عاماً، القصص كثيرة والمشاهدات أكثر فهل سألت نفسكَ يوماً أين ستكون بعد زمن ؟؟ ألم تسأل نفسك لماذا أنت متقوقع في محيطك العاتم ؟؟ هل رأيت الشمس كيف تشرق والقمر كيف ينير والنجوم كيف تتلألأ، ألم تلسعك الغيرة مما ترى من هؤلاء الذين طووا الفشل والخيبة تحت ركام الزمان وساروا إلى الأمام، أنا لا أبالغ بهذا فهل العباقرة والعلماء الكبار كانوا يحلمون يوماً من الأيام أن يكونوا ما كانوا عليه؟ نعم إنهم أكبروا الطموح بأعينهم وخططوا وأصروا عليه ووضعوا الهدف نصب أعينهم ووصلوا وربما تنعم أنت ببعض من اختراعاتهم وإنجازاتهم!!

إعلان
إعلان

نشر حديثا